قد يبدو منظر طائر الحسون (أو المقنين) ذو الألوان الزاهية وهو يغني داخل قفص وكأنه تجرِبة هادئة وسعيدة لكثير من هواة الطيور. لكن الحقيقة وراء كيفية وصول هذه الطيور إلى الأقفاص – في المدن والبلدات في المغرب وعبر الحدود إلى إخواننا في الجزائر- بعيدة كل البعد عن المثالية. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على الممارسات القاسية وغير الإنسانية المتبعة في الصيد والإتجار الغير القانونيين في الحسون، ودعوة مفتوحة لهواة تربية الطيور عموماً وهواة الحسون بالخصوص إلى إعادة النظر في دورهم في استمرار هذه القسوة ومساهمتهم في انقراض هذا الطائر من البرية
الصيد غير الإنساني لطيور الحسون
يعدّ طائر الحسون، الذي يعشقه الجميع بسبب ألوانه الزاهية وأغانيه العذبة، هدفًا رئيسيا للصيد غير القانوني من البرية. يستخدم ممارسي الصيد غير المشروع مجموعة متنوعة من الأساليب القاسية لاصطياد هذه الطيور. من بين الأساليب الأكثر شيوعًا: المواد اللاصقة والشبكات الخفيفة (تقريبا على مدار العام) وسرقة الأعشاش في فصل الربيع
المواد اللاصقة: يغطّي الصيادين غير الشرعيين الفروع بمادة لاصقة مما يؤدي إلى شل حركة الطيور بعد الجثوم (الجلوس) عليها. اللاصق قوي بما يكفي ليس لشل حركة الطائر فقط ولكن أيضا للتسبب في ضائقة كبيرة وإصابات شديدة في كثير من الأحيان خلال محاولتها للهروب
الشبكات الخفيفة: توضع هذه الشبكات شبه غير المرئية بشكل استراتيجي في موائل الطيور الطبيعية (كأماكن الأكل أو الماء). عندما يتم اصطيادها بهذه الطريقة، تتشابك الطيور ويصاب الكثير منها بالذعر وإصابات جسدية
سرقة الأعشاش وما بداخلها من بيض أو فراخ خلال موسم التكاثر
بعد اصطيادها، تُربَط أجنحتها للحد من حركتها، مما يزيد من معاناتها واجهادها. بعد يوم من الصيد المستمر والوحشي، تُحشَر طيور الحسون المصطادة في أقفاص صغيرة تفتقر إلى المساحة الكافية والتهوية. يؤدي هذا الاكتظاظ إلى مستويات عالية من التوتر، مما يزيد من تدهور حالتها الهشة
المصير القاتم للطيور المأسورة
الرحلة من البرية إلى السوق ثم إلى المنازل مليئة بالمخاطر. الكثير من هذه الطيور يموت في البرية أو في طريقها إلى الأسواق. أما التي تصل إلى السوق، فإنها غالبًا ما تكون ضعيفة ومضطربة ونسبة الموت تزداد في الارتفاع. وبسبب كل هذه الأسباب، فإن الغالبية العظمى من الطيور المأسورة بهذه الطرق لا تبقى على قيد الحياة في الأقفاص أكثر من شهر إلى ثلاثة أشهر. الأسباب متعددة ومعروفة: عدم القدرة على التكيف مع الحياة في القفص، تغذية غير مناسبة وغير كافية، التعرض للأمراض
دعوة مفتوحة لهواة الطيور إلى تحمل المسؤولية
من الضروري أن يستوعب هواة تربية الطيور التأثير المباشر لأفعالهم. بشراءكم طيور الحسون من الأسواق، فإنكم تؤيدون وتشجعون هذه التجارة غير القانونية واللاإنسانية لتصبح أكثر انتشارًا وربحًا. شراء طيور الحسون من الأسواق يساهم بشكل كبير في إدامة دورة القسوة والموت كما أنه يسرع من انقراضها من البرية
:في الختام، يجب على هواة طيور الحسون، أو « مواليع المقنين » اتخاذ خيارات حاسمة
الاستمرار في شراء الطيور، ومواصلة دورة الموت والمعاناة خلال الصيد وفي الأقفاص، والمساهمة بشكل كبير في انقراض الحسون من البرية، أو –
التوقف عن شراء الطيور، وكسر دائرة الموت والمعاناة، والمساهمة في انتعاش وتزايد الحسون من البرية –
مهما كان قرارك، تذكر أن الله يعلم كل شيء وما تفعله في الدنيا سوف تحاسب عليه في الآخرة
النداء الأخير
لا يمكننا تعذيب وقتل من ندعي أننا نحبهم ونعشقهم. هذه هي الحقيقة لكل بساطة. شاهد الفيديو حتى النهاية واحكم بنفسك إذا كانت تربية الحسون قصة عشق لا تنتهي أو شيء آخر مخالف تمامًا لما يعنيه الحب والعشق
لا تكن شريكًا في الجريمة، توقف الآن وأجرك على الله