نظّمت مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب (GREPOM/BirdLife Maroc)، بشراكة مع أكاديمية القنص بالمغرب، يوم الأحد 20 يوليوز 2025، يوماً دراسياً وتحسيسياً لفائدة القناصة، تحت شعار : « من أجل قنص مستدام يحافظ على الطرائد والتنوع البيولوجي« .
يأتي هذا اللقاء في إطار مساهمة المنظمين في تطوير الممارسات المسؤولة في ميدان القنص، ومكافحة الصيد الجائر والأفعال غير القانونية ضد الحياة البرية. كما يتماشي أيضا مع التزامات المغرب في هذا المجال بموجب التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية مثل معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض أو سايتس (CITES) واتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة (CMS).
وشهد اللقاء حضور عدد كبير من القناصة من مختلف الجهات المغربية، إلى جانب رؤساء جمعيات، وخبراء، في مجال التنوع البيولوجي التنمية المجالية، حيث تم تقديم أربعة عروض علمية وفنية حول مختلف جوانب الصيد واستدامته. تلت هده العروض نقاشاً مفتوحاً بين المشاركين حول مجموعة من المواضيع تهم القنص.
مواضيع العروض: من ضرورة دمج البحث العلمي، إلى القانون والتدبير الجيد لمناطق قنص
قدّم الأستاذ عبد الحفيظ الشراط العرض الأول حول « البحث العلمي وتحديات التنمية المستدامة للقنص ». وتناول فيه، من بين مواضيع أخرى، ضرورة دمج البحث العلمي في رصد أعداد الطرائد وتغيراتها، مؤكدًا على أهمية إشراك القناصة في جمع المعطيات الميدانية، لما لذلك من أهمية بالغة في الإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية وتنمية المجال القنصي. و لتحقيق ذلك يجب تضافر جهود جميع الجهات المعنية بمجال الصيد، كلٌّ حسب دوره، من الوكالة الوطنية للمياه والغابات، والجامعة الملكية المغربية للقنص بفروعها الإقليمية، ومنظمي الصيد المؤجر، والجمعيات، القناصة.


أما العرض الثاني، بعنوان« اليمام القمري: الخصائص البيولوجية، القنص، وحالة الحفظ »، فقد قدّمه السيد محمد أمزيان. بدأ العرض بسرد أنواع اليمام الموجود في المغرب، وكيف تغيّرت تركيبتها على مدى العقود الأربعة الماضية، نتيجةً لاستعمار أنواع جديدة لم تكن معروفة سابقًا. وفيما يتعلق باليمام القمري، الموضوع الرئيسي للعرض، استعرض مسارات هجرته، وأنواعه الفرعية ومناطق تكاثره الرئيسية في المغرب. ثم ناقش فترات التكاثر في المغرب وعلاقتها ببداية موسم الصيد، وكيف تقلص هذا الموسم مع مرور الوقت استجابةً لتحسن معرفتنا بخبايا موسم تكاثرها. واختتم العرض بدعوة جميع الجهات المعنية، من الإدارة الوصية، الجامعة الملكية المغربية للقنص، باحثين وقناصة، إلى العمل معًا سوياً من أجل إدارة تكيفية لقنص اليمام القمري لتجنب انهيار أعداده كما حدث في أوروبا الغربية.



العرض الثالث، والذي ألقاه الأستاذ عبد الحق بوراس، فكان حول « اتفاقية سايتس وتشريع القنص بالمغرب ». استهل العرض بلمحة تاريخية عن معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض أو سايتس وعلاقتها بالقانون المغربي 05-29 المتعلق بحماية الحياة البرية. ثم انتقل إلى الحديث عن اللأنواع المحمية والأنواع المسموح قنصها كما يتم التنصيص عليها في القرار السنوي للقنص، الذي يعدّ أيضا جزء من الترسانة القانونية الوطنية، بالإضافة إلى العقوبات المترتبة على المخالفين. كما تطرق إلى مناطق الصيد المحظورة وأهمية احترام القانون لضمان استدامة الموارد الطبيعية.


أما العرض الرابع، الذي قدمه السيد محمد أمزيان، فقد سلّط الضوء على تجربة إسبانيا في تدبير قنص الحجل الأحمر، كنموذج يمكن الاستفادة منه في تدبير قنص الحجل المغاربي في المغرب. وتناول العرض جوانب عدة، منها دور المناخ في تحديد إنتاجية الحجل، الأمرالذي يتطلب اتخاذ تدابير تكيفيّة مع الظروف السنوية؛ والأثر السلبي لعمليات إطلاق الحجل المكثفة على ما تبقى من الأعداد البرية؛ والأثر الإيجابي المزدوج للتدبير الجيد والرشيد لمناطق الصيد (المكريات) على كل من نشاط الصيد والتنوع البيولوجي، مع تقديم أمثلة. واختتم العرض بتقديم وجهات نظر مسيروا مناطق القنص الإسبانية حول عمليات إطلاق الحجل الأحمر ومستقبله في إسبانيا، وما يمكن تعلمه من هذه التجربة لتطبيقها في المغرب.


نقاش مفتوح وبناء بين المشاركين
كما عرف اللقاء نقاشًا مفتوحًا بين المشاركين، حيث تم تبادل الآراء في مجموعة من المواضيع، أبرزها:
- إمكانية تفعيل امتحان رخصة القنص، كأداة لتحسين ممارسات القنص وحماية الحياة البرية والقناصة أنفسهم.
- أهمية التكوين المستمر للقناصة في الجوانب القانونية والبيئية مع التأكيد على النقص الشديد في هذا المجال.
- حماية الأنواع المهددة واحترام المجال الطبيعي.
- احترام فترات فتح وإغلاق الصيد (تم حظر الصيد في فترات معينة من السنة من قبل المشرع لعدة أسباب، حسب الأنواع: للتوالد أو التكاثر، لتجنب فترة مرور الطيور الأجنبية، الأوروبية في المقام الأول، أو حِقْبَة الراحة البيولوجية عمومًا).


خاتمة
شكل هذا اليوم الدراسي مناسبة متميزة للتوعية والتحسيس حول أهمية القنص المستدام، كما أتاح فضاء للحوار البناء وتبادل التجارِب والمعارف بين مختلف الفاعلين. وهو ما يؤكد ضرورة مواصلة مثل هذه المبادرات لتكريس ثقافة القنص المسؤول القائم على المعرفة والاحترام التام للقانون والطبيعة، بما يضمن استدامته من جهة وخدمه للتنمية المجلية، الآن وفي المستقبل، من جهة أخرى.
في اختتام اللقاء، أجمع المشاركون على أهمية هذه المبادرات، وضرورة تكرارها وتوسيع نطاقها لتشمل كافة مناطق المملكة، لما فيه مصلحة القنص، والقناصة، والطبيعة.

Workshop on Sustainable and Responsible Hunting: Raising Awareness Among Hunters
On Sunday, 20 July 2025, GREPOM/BirdLife Morocco, in partnership with the Moroccan Hunting Academy, organized a workshop and awareness-raising event on sustainable and responsible hunting under the theme: “For Sustainable Hunting that Preserves Game and Biodiversity.”
This event reflects the organizers’ commitment to promoting responsible hunting practices, reducing illegal killing and poaching, and strengthening the role of hunters in wildlife conservation. It also aligns with Morocco’s national legal framework and international commitments, particularly under the Convention on International Trade in Endangered Species of Wild Fauna and Flora (CITES) and the Convention on the Conservation of Migratory Species of Wild Animals (CMS).